السبت، 23 يونيو 2012


بسم الله الرحمن الرحيم
توجيهات لطلاب العلم ومقدمة المصنف-رحمه الله-
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير خلق الله أجمعين ، وعلى آله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه إلى يوم الدين ، أما بعد :
فهذا الدرس - إن شاء الله - سيكون في علم الفقـه ، وهذا العلم من أهم العلوم وأحبها إلى الله-I- ، إذ به يعرف العبد الحلال والحرام فيعبد الله-I- على بصيرة ، فما كان من أمرٍ أحله الله له عمل به ، وما كان من أمرٍ حرمه عليه اجتنبه واتقاه ، فأصاب الخير في دينه ودنيـاه وآخرته ، ولذلك قال-r- في الحديث الصحيح : (( من يرد اللهُ به خيراً يفقه في الدين ))(1) ، فالفقه في الدين والمعرفة بشرع رب العالمين نعمةٌ من أجل النعم لايعطيها الله-I- ولايجعلها تامة كاملة إلا لخاصة أوليائه المتقين من العلماء العاملين الأئمة المهتدين ، ولذلك سُدت ثغور الإسلام وعرف الناسُ الحلال والحرام بفضل الله أولاً وآخراً ثم بفضل العلماء الأئمة الفقهاء ، الذين علموا ودرسوا وأفتـوا وقضوا فكانوا يقضون بالحق وبه يعدلون .
فما أحوج الأمة في كل زمان ومكان إلى من يسد هذا الثغر تعلماً وعملاً ودعوةً وإرشاداً وتعليماً للناس ، ولذلك نص العلماء-رحمهم الله- على أنه ينبغي أن يكون في كل زمان ومكان من يضبط مسائل الفقه حتى يُعلمَ الناس ويوجههم ، وأمر الله-تعالى- وندب عباده أن ينفـر من كل فرقةٍ منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ، وكان لأصحاب رسول الله-r- في ذلك أوفر الحظ والنصيب ، فهم أئمة الأمة وفقهاؤها بعد نبيها-عليه الصلاة والسلام- ، فقد أمرهم النبي-r- أن يتعلموا الحـلال والحرام وأن يعلموا الشريعة والأحكام ، حتى في المناسك وفي العبادات كان يقول في الصلاة: (( صلوا كما رأيتموني أصلي ))(2) ، وقال لمالك بن حويرث وصاحبه حينما هاجر إلى رسول الله-r- ونظر إلى صفة الصـلاة قال له : (( صل صـلاة كـذا وقت كذا وكذا )) ثم قال له : (( وارجعوا إلى أهليكم فعلموهم وصلوا كما رأيتموني أصلي ))(2) .
وكذلك أمر بأخذ هذا العلم المبارك وتبليغه للأمة في حجة الوداع حينما قال : (( أيها الناس خذوا عني مناسككم ، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا ))(4) ، فاستخلف على الأمــة عدولها من أصحابه-رضي الله عنهم وأرضاهم- ، واختارهم معلمين فقهاء مؤتمنين على الشرع والدين والحكم المبين .
_________________

(1)     رواه البخاري (71) , ومسلم (1785) , كلامهما من حديث معاوية بن أبي سفيان –رضي الله عنهما - واسمه : صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو عبد الرحمن القرشي الأموي وأمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس معاوية بن أبي سفيان واسمه : صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو عبد الرحمن القرشي الأموي وأمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس
(2)     رواه البخاري (613) , من حديث مالك بن الحويرث – رضي الله عنه – , ونحوه عند مسلم (1115).
(3)   رواه مسلم من حديث جابر بن عبد الله –رضي الله عنهما-



هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم
    اخي العزيز ما هو ايميل المدونة ان امكن؟
    بارك الله بكم

    ردحذف