السبت، 16 يونيو 2012


بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ,ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله  إلا الله وحده لا شريك له ,وأن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:  ، فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدى هدى محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة.
خيرية هذه الأمة*
قال تعالى:((ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ، ويأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ، وأولئك هم المفلحون)) : فأمر في هذه الآية نصا بالأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وأثنى في آية أخرى على الآمرين بالمعروف ، والناهين عن المنكر ، فقال : ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)) وقال : في الآية التي وصف بها المؤمنون ((الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر )) ووصف قوما لعنهم من بني إسرائيل فذكر أنهم ((لا يتناهون عن منكر فعلوه)) أي لم يكن ينهى بعضهم بعضا (1) .
  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : (( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان))[رواه مسلم ]
قال النووي :(( وقد تطابق  على وجوب الأمر بالمعروف  والنهي عن المنكر الكىتاب والسنة واجماع الأمة وهو أيضا من النصيحة التي هي (2) الدين..))(22/2)طبعة المطبعة المصرية بالأزهر
تحذير
 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أيها الناس ، مروا بالمعروف ، وانهوا عن المنكر ، قبل أن تدعوا الله فلا يستجيب لكم ، وقبل أن تستغفروه فلا يغفر لكم ، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يدفع رزقا ، ولا يقرب أجلا ، وإن الأحبار من اليهود ، والرهبان من النصارى لما تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعنهم الله على لسان أنبيائهم ، ثم عموا بالبلاء))(3).
الباعث على تأليف هذه الرسالة
من المعلوم أن المؤمن القوي كما قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : (( خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير)) , ورأس هذه القوة يكون في الإيمان الذي يكون المحرك للإنسان بأتجاه الخيرات والدعوة الى الله (4),لأن ضعيف الإيمان لم يكفي نفسه فكيف بغيره؟!!, وكما هو ظاهر في أصول أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص- كما سيأتي بيانه بأذن الله في موضعه -, ومن الأسباب العظيمة لزيادة الإيمان معرفة شعب الإيمان ؛ لذا أردت أن أجمع تعليقات لأهل العلم ,على مختصر شعب الإيمان للبيهقي - رحمه الله-,والله الموفق . 
 (*)لي رسالة مخطوطة في هذا الأمر , حققت فيها باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من كتاب الغنية للعالم الرباني عبد القادر الجيلاني - رحمه الله- ونقلت أقوال أهل العلم مستفيضا فيها , أسأل الله أن يوفقني لنشرها
(1) شعب الإيمان للبيهقي
(2) طبعة خالية من التخريج
(3) رواه أبن أبي الدنيا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ح 44 عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما, وإسناده ضعيف,   ولبعض إجزاء الحديث شواهد .
(4) قال تعالى : ((ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين)).
عن سهل بن سعد رضي الله عنه ، سمع النبي صلى الله عليه وسلم ، يقول : يوم خيبر : (( لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه )) ، فقاموا يرجون لذلك أيهم يعطى ، فغدوا وكلهم يرجو أن يعطى ، فقال : (( أين علي ؟ )) ، فقيل : يشتكي عينيه ، فأمر ، فدعي له ، فبصق في عينيه ، فبرأ مكانه حتى كأنه لم يكن به شيء ، فقال : نقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ فقال : (( على رسلك ، حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم ، فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم))[ رواه البخاري في صحيحه]

اسم المصنف
 أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخسروجردي ، أبو بكر البيهقي ، الخراساني
 تاريخ الميلاد
  ه384 .
 تاريخ الوفاة:
 ه458
 شيوخه:
 أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي
 الحاكم أبو عبد الله الحافظ
 أبو طاهر بن محمش
 عبد الله بن يوسف الأصبهاني
 أبو علي الروذباري
 أبو عبد الرحمن السلمي
 أبو بكر بن فورك
 حمزة بن عبد العزيز المهلبي
 القاضي أبو بكر الحيري
 يحيى بن إبراهيم المزكي 
 أبو سعيد الصيرفي
 علي بن محمد بن السقا
 ظفر بن محمد العلوي
 علي بن أحمد بن عبدان
 أبو سعد أحمد بن محمد الماليني 
 الحسن بن علي المؤملي
 أبي عمر محمد بن الحسين البسطامي
 محمد بن يعقوب الفقيه
 أبو بكر محمد بن أحمد بن منصور
 أبو نصر محمد بن علي الشيرازي
 محمد بن محمد بن أحمد بن رجاء الأديب 
 أحمد بن محمد الشاذياخي
 أحمد بن محمد بن مزاحم الصفار
 أبو نصر أحمد بن علي بن أحمد الفامي
 إبراهيم بن محمد الطوسي الفقيه
 إبراهيم بن محمد بن معاوية العطار
 إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي
 الحسن بن محمد بن حبيب المفسر
 سعيد بن محمد بن محمد بن عبدان
 أبو الطيب الصعلوكي
: تلاميذه -
 أبو إسماعيل الأنصاري .
 أبو زكريا يحيى بن مندة الحافظ .
 أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي .
 زاهر بن طاهر الشحامي .
 أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي .
 عبد الجبار بن عبد الوهاب الدهان .
 عبد الجبار بن محمد الخواري .
 عبد الحميد بن محمد الخواري .
 أبو بكر عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن البحيري النيسابوري .
 مكانته :
 قال الذهبي :(( هو الحافظ العلامة ، الثبت الفقيه ، شيخ الإسلام ، وبيهق عدة قرى من أعمال نيسابور على يومين منها
 بورك في علمه ، وصنف التصانيف النافعة ، ولم يكن عنده " سنن النسائي " ولا " سنن ابن ماجة " ولا " جامع أبي عيسى " بل عنده عن الحاكم وقر بعير أو نحو ذلك ، وعنده " سنن أبي داود " عاليا ، وتفقه على ناصر العمري وغيره)) .
 قال الحافظ عبد الغافر بن إسماعيل في " تاريخه " : ((كان البيهقي على سيرة العلماء ، قانعا باليسير ، متجملا في زهده وورعه))
 وقال أيضا : ((هو أبو بكر الفقيه ، الحافظ الأصولي ، الدين الورع ، واحد زمانه في الحفظ ، وفرد أقرانه في الإتقان والضبط ، من كبار أصحاب الحاكم ، ويزيد على الحاكم بأنواع من العلوم ، كتب الحديث وحفظه من صباه ، وتفقه وبرع ، وأخذ فن الأصول ، وارتحل إلى العراق والجبال والحجاز ، ثم صنف ، وتواليفه تقارب ألف جزء مما لم يسبقه إليه أحد ، جمع بين علم الحديث والفقه وبيان علل الحديث ، ووجه الجمع بين الأحاديث ، طلب منه الأئمة الانتقال من بيهق إلى نيسابور لسماع الكتب ، فأتي في سنة إحدي وأربعين وأربعمائة ، وعقدوا له المجلس لسماع كتاب " المعرفة " وحضره الأئمة)) .
 وعن إسماعيل بن البيهقي حدثنا أبي قال :(( حين ابتدأت بتصنيف هذا الكتاب يعني كتاب " المعرفة في السنن والآثار " ، وفرغت من تهذيب أجزاء منه سمعت الفقيه محمد بن أحمد وهو من صالحي أصحابي ، وأكثرهم تلاوة ، وأصدقهم لهجة ، يقول : رأيت الشافعي - رحمه الله - في النوم وبيده أجزاء من هذا الكتاب وهو يقول : قد كتبت اليوم من كتاب الفقيه أحمد سبعة أجزاء ، أو قال : قرأتها ، ورآه يعتد بذلك ، قال : وفي صباح ذك اليوم رأى فقيها آخر من إخواني الشافعي قاعدا في الجامع على سرير وهو يقول : قد استفدت اليوم من كتاب الفقيه حديث كذا وكذا)) .
 قال الذهبي : ((تصانيف البيهقي عظيمة القدر ، غزيرة الفوائد ، قل من جود تواليفه مثل الإمام أبي بكر ؛ فينبغي للعالم أن يعتني بهؤلاء ، سيما " سننه الكبير " وتكاثر عليه الطلبة وسمعوا منه كتبه ، وجلبت إلى العراق والشام والنواحي)) .
 وعن إمام الحرمين أبي المعالي الجويني , قال:(( ما من فقيه شافعي إلا وللشافعي عليه منة ؛ إلا أبا بكر البيهقي ، فإن المنة له على الشافعي لتصانيفه في نصره مذهبه)) .
 قال الذهبي : ((أصاب أبو المعالي ، هكذا هو ، ولو شاء البيهقي أن يعمل لنفسه مذهبا يجتهد فيه لكان قادرا على ذلك ؛ لسعة علومه ومعرفته بالاختلاف ، ولهذا تراه يلوح بنصر مسائل مما صح فيها الحديث ، ولما سمعوا منه ما أحبوا في قدمته الأخيرة مرض ، وحضرت المنية ، فتوفي في عاشر شهر جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ، فغسل وكفن ، وعمل له تابوت فنقل ودفن ببيهق)) .
 مصنفاته:
 " السنن الكبير " .
 " معرفة السنن والآثار " .
 " الأسماء والصفات " .
 " المعتقد " .
 " البعث " .
 " الترغيب والترهيب " .
 " الدعوات " .
 " الزهد " .
 " الخلافيات " .
 " نصوص الشافعي " .
 " دلائل النبوة " .
 " السنن الصغير " .
 " شعب الإيمان " .
 " المدخل إلى السنن " .
 " الآداب " .
 " فضائل الأوقات " .
 " الأربعين الكبري " .
 " الأربعين الصغري " .
 " الرؤية " .
 " الإسراء " .
 " مناقب الشافعي " .
 " مناقب أحمد " .
 " فضائل الصحابة " .
سير أعلام النبلاء:  مصادر الترجمة
             


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق