الجمعة، 8 يونيو 2012


كُنْ طُولَ دَهْرِكَ سَاكِتًا مُتَوَاضِعًا    

فَهُمَا لِكُلِّ فَضِيلَةٍ بَابَانِ

وَاخْلَعْ رِدَاءَ الْكِبْرِ عَنْكَ فَإِنَّهُ    

لاَ يَسْتَقِلُّ بِحَمْلِهِ الْكَتِفَانِ

كُنْ فَاعِلاً لِلْخَيْرِ قَوَّالاً لَهُ    

فَالْقَوْلُ مِثْلُ الْفِعْلِ مُقْتَرِنَانِ  

مِنْ غَوْثِ مَلْهُوفٍ وَشِبْعَةِ جَائِعٍ    

وِدِثَارِ عُرْيَانٍ وَفِدْيَةِ عَانِ

فَإِذَا عَمِلْتَ الْخَيْرَ لاَ تَمْنُنْ بِهِ    

لاَ خَيْرَ في مُتَمَدِّحٍ مَنَّانِ

اُشْكُرْ عَلَى النَّعْمَاءِ وَاصْبِرْ لِلْبَلاَ    

فَكِلاَهُمَا خُلُقَانِ مَمْدُوحَانِ

لاَ تَشْكُوَنَّ بِعِلَّةٍ أَوْ قِلَّةٍ    

فَهُمَا لِعِرْضِ الْمَرْءِ فَاضِحَتَانِ

صُنْ حُرَّ وَجْهِكَ بِالْقَنَاعَةِ إِنَّمَا    

صَوْنُ الْوُجُوهِ مُرُوءَةُ الْفِتْيَانِ

بِاللهِ ثِقْ وَلَهُ أَنِبْ وَبِهِ اسْتَعِنْ    

فَإِذَا فَعَلْتَ فَأَنْتَ خَيْرُ مُعَانِ

وَإِذَا عَصَيْتَ فَتُبْ لِرَبِّكَ مُسْرِعًا    

حَذَرَ الْمَمَاتِ وَلاَ تَقُلْ لَمْ يَانِ

وَإِذَا ابْتُلِيتَ بِعُسْرَةٍ فَاصْبِرْ لَهَا    

فَالْعُسْرُ فَرْدٌ بَعْدَهُ يُسْرَانِ

لاَ تَحْشُ بَطْنَكَ بِالطَّعَامِ تَسَمُّنًا    

فَجُسُومُ أَهْلِ الْعِلْمِ غَيْرُ سِمَانِ

لاَ تَتَّبِعْ شَهَوَاتِ نَفْسِكَ مُسْرِفًا   

فَاللهُ يُبْغِضُ عَابِدًا شَهْوَانِي

أَقْلِلْ طَعَامَكَ مَا اسْتَطَعْتَ فَإِنَّهُ    

نَفْعُ الْجُسُومِ وَصِحَّةُ الأَبْدَانِ

وَامْلِكْ هَوَاكَ بِضَبْطِ بَطْنِكَ إِنَّهُ    

شَرُّ الرِّجَالِ الْعَاجِزُ الْبَطْنَانِي

وَمَنِ اسْتَذَلَّ لِفَرْجِهِ وَلِبَطْنِهِ    

فَهُمَا لَهُ مَعَ ذَا الْهَوَى بَطْنَانِ

حِصْنُ التَّدَاوِيِّ الْمَجَاعَةُ وَالظَّمَا    

وَهُمَا لِفَكِّ نُفُوسِنَا قَيْدَانِ

أَظْمِئْ نَهَارَكَ تُرْوَ في دَارِ الْعُلاَ    

يَوْمًا يَطُولُ تَلَهُّفُ الْعَطْشَانِ  

حُسْنُ الْغِذَاءِ يَنُوبُ عَنْ شُرْبِ الدَّوَا    

سِيمَا مَعَ التَّقْلِيلِ وَالإِدْمَانِ

إِيَّاكَ وَالْغَضَبَ الشَّدِيدَ عَلَى الدَّوَا    

فَلَرُبَّمَا أَفْضَى إِلَى الْخِذْلاَنِ

دَبِّرْ دَوَاءَكَ قَبْلَ شُرْبِكَ وَلْيَكُنْ    

مُتَآلِفَ الأَجْزَاءِ وَالأَوْزَانِ

وَتَدَاوَ بِالْعَسَلِ الْمُصَفَّى وَاحْتَجِمْ    

فَهُمَا لِدَائِكَ كُلِّهِ بُرْآنِ

لاَ تَدْخُلِ الْحَمَامَ شَبْعَانَ الْحَشَا    

لاَ خَيْرَ في الْحَمَّامِ لِلشَّبْعَانِ

وَالنَّوْمُ فَوْقَ السَّطْحِ مِنْ تَحْتِ السَّمَا    

يُفْنِي وَيُذْهِبُ نُضْرَةَ الأَبْدَانِ

لاَ تُفْنِ عُمْرَكَ في الْجِمَاعِ فَإِنَّهُ    

يَكْسُو الْوُجُوهَ بِحُلَّةِ الْيَرَقَانِ

أُحْذِرْكَ مِنْ نَفَسِ الْعَجُوزِ وَبُضْعِهَا    

فَهُمَا لِجِسْمِ ضَجِيعِهَا سُقْمَانِ

عَانِقْ مِنَ النِّسْوَانِ كُلَّ فَتِيَّةٍ    

أَنْفَاسُهَا كَرَوَائِحِ الرَّيْحَانِ

لاَ خَيْرَ في صُوَرِ الْمَعَازِفِ كُلِّهَا    

وَالرَّقْصِ وَالإِيقَاعِ في الْقُضْبَانِ

إِنَّ التَّقِيَّ لِرَبِّهِ مُتَنَزِّهٌ    

عَنْ صَوْتِ أَوْتَارٍ وَسَمْعِ أَغَانِي

وَتِلاَوَةُ الْقُرْآنِ مِنْ أَهْلِ التُّقَى    

سِيمَا بِحُسْنِ شَجًا وَحُسْنِ بَيَانِ

أَشْهَى وَأَوْفَى لِلنُّفُوسِ حَلاَوَةً   

مِنْ صَوْتِ مِزْمَارٍ وَنَقْرِ مَثَانِ

وَحَنِينُهُ في اللَّيْلِ أَطْيَبُ مَسْمَعٍ    

مِنْ نَغْمَةِ النَّايَاتِ وَالْعِيدَانِ

أَعْرِضْ عَنِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ زَاهِدًا    

فَالزُّهْدُ عِنْدَ أُولِي النُّهَى زُهْدَانِ

زُهْدٌ عَنِ الدُّنْيَا وَزُهْدٌ في الثَّنَا    

طُوبَى لِمَنْ أَمْسَى لَهُ الزُّهْدَانِ

لاَ تَنْتَهِبْ مَالَ الْيَتَامَى ظَالِمًا    

وَدَعِ الرِّبَا فَكِلاَهُمَا فِسْقَانِ

وَاحْفَظْ لِجَارِكَ حَقَّهُ وَذِمَامَهُ    

وَلِكُلِّ جَارٍ مُسْلِمٍ حَقَّانِ

وَاضْحَكْ لِضَيْفِكَ حِينَ يُنْزِلُ رَحْلَهُ    

إِنَّ الْكَرِيمَ يُسَرُّ بِالضِّيفَانِ

وَاصِلْ ذَوِي الأَرْحَامِ مِنْكَ وَإِنْ جَفَوا    

فَوِصَالُهُمْ خَيْرٌ مِنَ الْهِجْرَانِ

وَاصْدُقْ وَلاَ تَحْلِفْ بِرَبِّكَ كَاذِبًا    

وَتَحَرَّ في كَفَّارَةِ الأَيْمَانِ

وَتَوَقَّ أَيْمَانَ الْغَمُوسِ فَإنِّهَا    

تَدَعُ الدِّيَارَ بَلاَقِعَ الْحِيطَانِ

حَدُّ النِّكَاحِ مِنَ الْحَرَائِرِ أَرْبَعٌ    

فَاطْلُبْ ذَوَاتِ الدِّينِ وَالإِحْصَانِ

لاَ تَنْكِحَنَّ مُحِدَّةً في عِدَّةٍ    

فَنِكَاحُهَا وَزِنَاؤُهَا شِبْهَانِ  

عِدَدُ النِّسَاءِ لَهَا فَرَائِضُ أَرْبَعٌ    

لَكِنْ يَضُمُّ جَمِيعَهَا أَصْلاَنِ

تَطْلِيقُ زَوْجٍ دَاخِلٍ أَوْ مَوْتُهِ    

قَبْلَ الدُّخُولِ وَبَعْدَهُ سِيَّانِ

وَحُدُودُهُنَّ عَلَى ثَلاَثَةٍ أَقْرُءٍ    

أَوْ أَشْهُرٍ وَكِلاَهُمَا جِسْرَانِ

وَكَذَاكَ عِدَّةُ مَنْ تُوُفِّيَ زَوْجُهَا    

سَبْعُونَ يَوْمًا بَعْدَهَا شَهْرَانِ

عِدَدُ الْحَوَامِلِ مِنْ طَلاَقٍ أَوْ فَنَا    

وَضْعُ الأَجِنَّةِ صَارِخًا أَوْ فَانِي

وَكَذَاكَ حُكْمُ السِّقْطِ في إِسْقَاطِهِ    

حُكْمُ التَّمَامِ كِلاَهُمَا وَضْعَانِ

مَنْ لَمْ تَحِضْ أَوْ مَنْ تَقَلَّصَ حَيْضُهَا   

قَدْ صَحَّ في كِلْتَيْهِمَا الْعَدَدَانِ

كِلْتَاهُمَا تَبْقَى ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ    

حُكْمَاهُمَا في النَّصِّ مُسْتَوِيَانِ

عِدَدُ الْجَوَارِ مِنَ الطَّلاَقِ بِحَيْضَةٍ    

وَمِنَ الْوَفَاةِ الْخَمْسُ وَالشَّهْرَانِ

فَبِطَلْقَتَيْنِ تَبِينُ مِنْ زَوْجٍ لَهَا    

لاَ رَدَّ إِلاَّ بَعْدَ زَوْجٍ ثَانِي

وَكَذَا الْحَرَائِرُ فَالثَّلاَثُ تَبِينُهَا    

فَيُحِلُّ تِلْكَ وَهَذِهِ زَوْجَانِ

فَلْتَنْكِحَا زَوْجَيْهِمَا عَنْ غِبْطَةٍ    

وَرِضًا بِلاَ دَلْسٍ وَلاَ عِصْيَانِ

حَتَّى إِذَا امْتَزَجَ النِّكَاحُ بِدَلْسَةٍ    

فَهُمَا مَعَ الزَّوْجَيْنِ زَانِيَتَانِ

إِيَّاكَ وَالتَّيْسَ الْمُحَلِّلَ إِنَّهُ    

وَالْمُسْتَحِلُّ لِرَدِّهَا تَيْسَانِ

لَعَنَ النَّبِيُّ مُحِلِّلاً وَمُحَلَّلاً    

فَكِلاَهُمَا في الشَّرْعِ مَلْعُونَانِ

لاَ تَضْرِبَنْ أَمَةً وَلاَ عَبْدًا جَنَى    

فَكِلاَهُمَا بِيَدَيْكَ مَأْسُورَانِ

أَعْرِضْ عَنِ النِّسْوَانِ جُهْدَكَ وَانْتَدِبْ    

لِعِنَاقِ خَيْرَاتٍ هُنَاكَ حِسَانِ

في جَنَّةٍ طَابَتْ وَطَابَ نَعِيمُهَا    

مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ بِهَا زَوْجَانِ

أَنْهَارُهَا تَجْرِي لَهُمْ مِنْ تَحْتِهِمْ    

مَحْفُوفَةً بِالنَّخْلِ وَالرُّمَّانِ

غُرُفَاتُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ    

وَقُصُورُهَا مِنْ خَالِصِ الْعِقْيَانِ

قُصِرَتْ بِهَا لِلْمُتَّقِينَ كَوَاعِبًا    

شُبِّهْنَ بِالْيَاقُوتِ وَالْمَرْجَانِ

بِيضُ الْوُجُوهِ شُعُورُهُنَّ حَوَالِكٌ    

حُمْرُ الْخُدُودِ عَوَاتِقُ الأَجْفَانِ

فُلْجُ الثُّغُورِ إِذَا ابْتَسَمْنَ ضَوَاحِكًا    

هِيفُ الْخُصُورِ نَوَاعِمُ الأَبْدَانِ

خُضْرُ الثِّيَابِ ثُدِيُّهُنَّ نَوَاهِدٌ    

صُفْرُ الْحُلِيِّ عَوَاطِرُ الأَرْدَانِ

طُوبَى لِقَوْمٍ هُنَّ أَزْوَاجٌ لَهُمْ   

في دَارِ عَدْنٍ في مَحَلِّ أَمَانِ

يُسْقَوْنَ مِنْ خَمْرٍ لَذِيذٍ شُرْبُهَا    

بِأَنَامِلِ الْخُدَّامِ وَالْوِلْدَانِ

لَوْ تَنْظُرِ الْحَوْرَاءَ عِنْدَ وَلِيِّهَا    

وَهُمَا فُوَيْقَ الْفُرْشِ مُتَّكِئَانِ

يَتَنَازَعَانِ الْكَأْسَ في أَيْدِيهِمَا    

وَهُمَا بِلَذَّةِ شُرْبِهَا فَرِحَانِ

وَلَرُبَّمَا تَسْقِيهِ كَأْسًا ثَانِيًا    

وَكِلاَهُمَا بِرُضَابِهَا حُلْوَانِ

يَتَحَدَّثَانِ عَلَى الأَرَائِكِ خَلْوَةً    

وَهُمَا بِثَوْبِ الْوَصْلِ مُشْتَمِلاَنِ

أَكْرِمْ بِجَنَّاتِ النَّعِيمِ وَأَهْلِهَا    

إِخْوَانُ صِدْقٍ أَيُّمَا إِخْوَانِ

جِيرَانُ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَحِزْبُهُ    

أَكْرِمْ بِهِمْ في صَفْوَةِ الْجِيرَانِ

هُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَهُ وَيَرَوْنَهُ    

وَالْمُقْلَتَانِ إِلَيْهِ نَاظِرَتَانِ

وَعَلَيْهِمُ فِيهِا مَلاَبِسُ سُنْدُسٍ    

وَعَلَى الْمَفَارِقِ أَحْسَنُ التِّيجَانِ

تِيجَانُهُمْ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ    

أَوْ فِضَّةٍ مِنْ خَالِصِ الْعِقْيَانِ

وَخَوَاتِمٌ مِنْ عَسْجَدٍ وَأَسَاوِرٌ    

مِنْ فِضَّةٍ كُسِيَتْ بِهَا الزَّنْدَانِ

وَطَعَامُهُمْ مِنْ لَحْمِ طَيْرٍ نَاعِمٍ    

كَالْبُخْتِ يُطْعَمُ سَائِرُ الأَلْوَانِ  

وَصِحَافُهُمْ ذَهَبٌ وَدُرٌّ فَائِقٌ    

سَبْعُونَ أَلْفًا فَوْقَ أَلْفِ خِوَانِ

إِنْ كُنْتَ مُشْتَاقًا لَهَا كَلِفًا بِهَا    

شَوْقَ الْغَرِيبِ لِرُؤْيَةِ الأَوْطَانِ

كُنْ مُحْسِنًا فِيمَا اسْتَطَعْتَ فَرُبَّمَا     

تُجْزَى عَنِ الإِحْسَانِ بِالإِحْسَانِ

وَاعْمَلْ لِجَنَّاتِ النَّعِيمِ وَطِيبِهَا    

فَنَعِيمُهَا يَبْقَى وَلَيْسَ بِفَانِ

أَدِمِ الصِّيَامَ مَعَ الْقِيَامِ تَعَبُّدًا    

فَكِلاَهُمَا عَمَلاَنِ مَقْبُولاَنِ

قُمْ في الدُّجَى وَاتْلُ الْكِتَابَ وَلاَ تَنَمْ   

إِلاَّ كَنَوْمَةِ حَائِرٍ وَلْهَانِ

فَلَرُبَّمَا تَأْتِي الْمَنِيَّةُ بَغْتَةً    

فَتُسَاقُ مِنْ فُرُشٍ إِلَى الأَكْفَانِ

يَا حَبَّذَا عَيْنَانِ في غَسَقِ الدُّجَى    

مِنْ خَشْيَةِ الرَّحْمَنِ بَاكِيَتَانِ

لاَ تَقْذِفَنَّ الْمُحْصَنَاتِ وَلاَ تَقُلْ    

مَا لَيْسَ تَعْلَمُهُ مِنَ الْبُهْتَانِ

لاَ تَدْخُلَنَّ بُيُوتَ قَوْمٍ حُضَّرٍ    

إِلاَّ بِنَحْنَحَةٍ أَوِ اسْتِئْذَانِ

لاَ تَجْزَعَنَّ إِذَا دَهَتْكَ مُصِيبَةٌ    

إِنَّ الصَّبُورَ ثَوَابُهُ ضِعْفَانِ

فَإِذَا ابْتُلِيتَ بِنَكْبَةٍ فَاصْبِرْ لَهَا    

اللهُ حَسْبِي وَحْدَهُ وَكَفَانِي

وَعَلَيْكَ بِالْفِقْهِ الْمُبَيِّنِ شَرْعَنَا    

وَفَرَائِضِ الْمِيرَاثِ وَالْقُرْآنِ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق